الأحد، 19 يونيو 2016

& قصة حديث:" ماذا تحب" باطلة لا تثبت!

سألت كثيراً عن حديث طويل مفاده أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سأل أبا بكر فعمر فعثمان فعلي..... عن ما ذا يحبون من الدنيا، فأخبر كل منهم بأنه يحب ثلاثا، فذكروها، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يحب من الدنيا ثلاث، فذكر الطيب والنساء.....).
فأجيب بما يأتي -لتعم الفائدة-:
ذكر القصة والحكم عليها:
قال القسطلاني في"المواهب اللدنية"(2/223):
"وهاهنا لطيفة: روي أنه- صلى الله عليه وسلم- لما قال: « حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة » ، قال أبو بكر: وأنا يا رسول الله حبب إلى من الدنيا: النظر إلى وجهك، وجمع المال للإنفاق عليك،والتوسل بقرابتك إليك. وقال عمر: وأنا يا رسول الله حبب إلى من الدنيا: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والقيام بأمر الله. وقال عثمان: وأنا يا رسول الله حبب إلى من الدنيا إشباع الجائع وإرواء الظمان وكسوة العاري. وقال علي بن أبى طالب: وأنا يا رسول الله حبب إلى من الدنيا الصوم فى الصيف، وإقراء الضيف والضرب بين يديك بالسيف .
قال الطبري -في"الرياض النضرة"(1/23)-: خرَّجه الجَنَدي.
كذا قال والعهدة عليه ".
وينظر: "كشف الخفاء"(1/340-341).
وهذه قصة مكذوبة لاتثبت، وليت المحب الطبري أتحفنا بسندها لتأكيد هذا، مع أن القسطﻻني أعلَّها بقوله:
(كذا قال والعهدة عليه)!!!
إذ لا تعرف في كتب السنة المشهورة ولا في كتب الضعفاء والمجروحين والموضوعات و....
ولا يعرف منها إلا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
« حُبّبَ إلَيّ مِنْ دُنْيَاكُمْ : النّسَاءُ وَالطّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرّةُ عَيْنِي فِي الصّلَاةِ ».
أخرجه أحمد (19/305)رقم(12292)، والنسائي (7/61)رقم(3939)، وابن سعد (1/398)، وابن أبي عاصم في"الزهد"(234)، وابن نصر في" تعظيم قدر الصلاة"(1/331)رقم(322)، وأبو يعلى (6/199)رقم(3482)، والحاكم (2/160) ، والبيهقى (7/78).
قال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم"، وأقرَّه الذهبي. وصححه ابن القيم في"زاد المعاد"(4/308)، وابن الملقن في"البدر المنير"(1/501)، والعراقي في "تخريج الإحياء"(1/466)، والألباني في"صحيح الجامع"(3124).
وعليه، فلا يجوز نشر هذه القصة لأنها مكذوبة غالباً، ولو كانت صحيحة لذكرت في كتب السنة وتناقلها اﻷئمة في مصنفاتهم -كما تقدم-.

********( والله الموفق والمعين )********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق