الأحد، 19 يونيو 2016

& دراسات حديثية (3)
 
أولاًـ نص الحديث:
" اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكيناً ، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة ".

ثانياً ـ تخريجه :
جاء الحديث عن عدد من الصحابة ،وإليك بيانه :
أ ـ أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ :
أخرجه الترمذي (2352)،والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/12)، وفي "الشعب" (1453) ، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/381ـ382) .
وفيه الحارث بن النعمان :متفق على ضعفه كما في "تهذيب الكمال"(5/291) ، و"الميزان"(1/444).
ب ـ أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ :
وله عن عطاء بن رباح عنه طريقان:
1)أخرجه ابن ماجه (4126)،وعبد بن حميد(1002ـ منتخبه)،والخطيب في "تاريخه"(4/111)، والرافعي في "التدوين"(1/473)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(3/45)،وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/381)من طريق يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن عطاء عنه به.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(2/324):"هذا إسناد ضعيف ،أبو المبارك لايعرف اسمه، وهومجهول،ويزيد بن سنان التيمي أبو فروة ضعيف".
2)وأخرجه الطبراني في"الدعاء"(1426)،وابن عدي في "الكامل"(3/884)، والحاكم (4/322)، والبيهقي(7/13)، وابن بشران في "الأمالي"(412)من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء به .
وخالد بن يزيد ضعفوه ،بل اتهمه ابن معين بالكذب ،وقال أبوداود:"متروك الحديث ،ضعيف" انظر: "الميزان"(1/645).
ج ـ عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ:
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1427)،وفي "الكبير" كما في "مجمع الزوائد"(10/262)، والبيهقي (7/12)،وتمام في "الفوائد"والضياء المقدسي في "المختارة" وابن عساكر في"تاريخ دمشق"ـ كمافي "اللآلئ"للسيوطي(2/325)ـ .
وفيه بقية بن الوليد،يدلّس التسوية ،غير أنه صرّح بالتحديث في جميع طبقات الاسناد عند الضياء في "المختارة "كما في "إرواء الغليل"(3/361)،وهو أمثل طرقه وأحسنها .

ثالثاً ـ درجة الحديث :
الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ،وتعقبه ابن حجر في "التلخيص الحبير"(3/241) قائلاً:
"أسرف ابن الجوزي ،فذكر هذا الحديث في الموضوعات وكأنه أقدم عليه ما رآه مبايناً للحال التي مات عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه كان مكفياً ".
وقال أيضاً كمافي ـ"كشف الخفاء"(1/181)ـ:"إن الحديث ضعيف،ومعارض بما روي أنه -صلى الله عليه وسلم- استعاذ من المسكنة ".
وقال ابن تيمية في"أحاديث القصاص"(ص101):" يروى، لكنه لايثبت ..".
وقال العلائي في"النقدالصحيح"(ص45):"وهو حديث ضعيف ،لاكن لاينتهي إلى أن يكون موضوعاً ..".
وقد تعقب ابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع أيضاً السيوطي في "اللآلئ"(2/324)، وابن عراق في "التنزيه"(2/304) بأن مأعلّ به الحديث لايقتضي الوضع .
والحديث صححه الضياء المقدسي والحاكم ووافقه الذهبي ، والألباني في "إرواء الغليل"(3/363)، و"السلسلة الصحيحة"(رقم:308)، وهو الصواب فيما يبدو لي ،والله أعلم .

رابعاً ـ معنى الحديث :
قال البيهقي: "ووجهه عندي أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناهاإلى القلة ،وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع ".
وقال ابن تيمية في "أحاديث القصاص": "ومعناه:أحيني خاشعاً متواضعاً "،وانظر "مجموع فتاواه"(18/326).
وقال زكريا الأنصاري ـ كما في "كشف الخفاء"(1/207)ـ :"معناه: طلب التواضع والخضوع ، وأن لا يكون من الجبابرة والمتكبرين والأغنياء المترفين ".
والله الموفق والمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق