الأحد، 19 يونيو 2016

& الجاحظ في الميزان!!

هذه نقول من كلام الأئمة -رحمهم الله- في أبي عثمان  عمرو بْن بحر الجاحظ : 
- قال الإمام ابن قتيبة(ت276 هـ) في "تأويل مختلف الحديث"(ص111-112): 
"ثُمَّ نَصِيرُ إِلَى الْجَاحِظِ، وَهُوَ آخِرُ الْمُتَكَلِّمِينَ، وَالْمُعَايِرُ عَلَى الْمُتَقَدِّمِينَ، وَأَحْسَنُهُمْ لِلْحُجَّةِ اسْتِثَارَةً، وَأَشَدُّهُمْ تَلَطُّفًا لِتَعْظِيمِ الصَّغِيرِ، حَتَّى يَعْظُمَ، وَتَصْغِيرِ الْعَظِيمِ حَتَّى يَصْغُرَ، وَيَبْلُغَ بِهِ الْاقْتِدَارُ إِلَى أَنْ يَعْمَلَ الشَّيْءَ وَنَقِيضَهُ، وَيَحْتَجَّ لِفَضْلِ السُّودَانِ عَلَى الْبِيضَانِ.
وَتَجِدُهُ يَحْتَجُّ مَرَّةً لِلْعُثْمَانِيَّةِ عَلَى الرَّافِضَةِ، وَمَرَّةً لِلزَّيْدِيَّةِ عَلَى الْعُثْمَانِيَّةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ.
وَمَرَّةً يُفَضِّلُ عَلِيًّا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، وَمَرَّةً يُؤَخِّرُهُ، وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَيُتْبِعُهُ قَالَ: ابْنُ الْجَمَّازِ، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ غَزْوَانَ: كَذَا وَكَذَا مِنَ الْفَوَاحِشِ.
وَيُجِلُّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنْ أَنْ يُذْكَرَ فِي كِتَابٍ ذكرا فِيهِ فَكَيْفَ فِي وَرَقَةٍ، أَوْ بعد سطر وسطرين؟
وَيَعْمَلُ كِتَابًا، يَذْكُرُ فِيهِ حُجَجَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
فَإِذَا صَارَ إِلَى الرَّدِّ عَلَيْهِمْ تَجَوَّزَ فِي الْحُجَّةِ، كَأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ تَنْبِيهَهُمْ عَلَى مَا لَا يَعْرِفُونَ، وَتَشْكِيكَ الضَّعَفَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
وَتَجِدُهُ يَقْصِدُ فِي كتبه للمضاحيك وَالْعَبَثَ، يُرِيدُ بِذَلِكَ، اسْتِمَالَةَ الْأَحْدَاثِ، وشُرَّاب النَّبِيذِ.
وَيَسْتَهْزِئُ مِنَ الْحَدِيثِ اسْتِهْزَاءً، لَا يَخْفَى عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ". إلى أن قال -رحمه الله-:
"وَهُوَ -مَعَ هَذَا- مِنْ أَكْذَبِ الْأُمَّةِ وَأَوْضَعِهِمْ لِحَدِيثٍ، وَأَنْصَرِهِمْ لِبَاطِلٍ".

-وأخرج الخطيب في"تاريخ بغداد"(14/124)من طريق ابْن أبي الذيال المحدث بسُرَ مَنْ رَأَى، قَالَ: "حضرت وليمة حضرها الجاحظ، وحضرت صلاة الظهر، فصلينا وما صلى الجاحظ، وحضرت صلاة العصر، فصلينا وما صلى الجاحظ، فلما عزمنا على الانصراف، قَالَ الجاحظ لرب المنزل: إني ما صليت لمذهب أو لسبب أخبرك به، فقال له، أو فقيل له: ما أظن أن لك مذهبا في الصلاة إلا تركها".

- وقال الإمام الذهبي في "ميزان الاعتدال"(3/247): 
"عمرو بن بحر الجاحظ ، صاحب التصانيف ... قال ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون. 
قلت: وكان من أئمة البدع" . 

- وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(4/355) معلقاً على ثناء المأمون -الخليفة المعتزلي - على مؤلفات الجاحظ : "وهذه والله صفة كتب الجاحظ كلها فسبحان من أضله على علم".

- " وقال إسماعيل بن محمد الصفار: سمعت أبا العيناء يقول: أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك وأدخلناه على الشيوخ ببغداد فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي فإنه أباه، وقال: هذا كذب. سمعها الحاكم من عبد العزيز بن عبد الملك الأعور . قلت(ابن حجر): ما علمت ما أراد بحديث فدك. 
وقال الخطابي: هو مغموص في دينه. 
وذكر أبو الفرج الأصبهاني أنه كان يرمى بالزندقة وأنشد في ذلك أشعاراً . 
وقال ابن حزم في "الملل والنحل": كان أحد المُجَّان الضُّلاَّل، غلب عليه الهزل، ومع ذلك فإنا ما رأينا له في كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتاً لها، وإن كان كثير الإيراد لكذب غيره .
وقال أبو منصور الأزهري في مقدمة "تهذيب اللغة": وممن تكلم في اللغات بما حصره لسانه , وروى عن الثقات ما ليس من كلامهم الجاحظ وكان أوتي بسطة في القول وبيانا عذبا في الخطاب ومجالا في الفنون غير أن أهل العلم ذموه وعن الصدق دفعوه.
وقال ثعلب: كان كذابا على الله وعلى رسوله وعلى الناس" [ ينظر:"لسان الميزان"(4/355)].  
فلج آخر عمره وَكَانَ مُشَوه الْخلقَة، سنة 255هـ.

هذا كلام الأئمة في الجاحظ  المعتزلي تبيّن بجلاء مدى انحرافه وزيغه نسأل الله العافية والسلامة،  فالواجب توخي الحذر عند قراءة كتبه، فلا يؤخذ منها عقيدة ، ولا حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا خبر عن السلف الصالح،ولا علم،  فإنه غير مأمون في هذا كله . 

*******( والله الموفق والمعين )********** 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق