جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان.
عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريلُ في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فَلَرَسولُ الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة » أخرجه البخاري رقم(1902)، ومسلم رقم(2308).
الْجُود: كَثْرَة الْإِعْطَاء. وَإِنَّمَا كثر جوده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي رَمَضَان لخمسة أَشْيَاء:
أَحدهَا: أَنه شهر فَاضل، وثواب الصَّدَقَة يتضاعف فِيهِ، وَكَذَلِكَ الْعِبَادَات. قَالَ الزُّهْرِيّ: "تَسْبِيحَةٌ فِي رَمَضَانَ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ فِي غَيْرِهِ"[أخرجه الترمذي رقم(3472)].
وَالثَّانِي: أَنه شهر الصَّوْم، فإعطاء النَّاس إِعَانَة لَهُم على الْفطر والسحور.
وَالثَّالِث: أَن إنعام الْحق يكثر فِيهِ، فَأحب الرَّسُول أَن يُوَافق ربه -عز وَجلَّ- فِي الْكَرم.
وَالرَّابِع: أَن كَثْرَة الْجُود كالشكر لترداد جِبْرِيل -عَلَيْهِ السَّلَام- إِلَيْهِ فِي كل لَيْلَة.
وَالْخَامِس: أَنه لما كَانَ يدارسه الْقُرْآن فِي كل لَيْلَة من رَمَضَان زَادَت معاينته الْآخِرَة، فَأخْرج مَا فِي يَدَيْهِ من الدُّنْيَا.[ ينظر:"كشف مشكل الصحيحين" لابن الجوزي(2/213)].
وقال ابن القيم -رحمه الله- في"زاد المعاد"(2/30):
"وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق