ضربات استباقية لوزارة
الداخلية
دحر الإرهاب في أوكاره
د.خالد بن قاسم
الردادي
المدينة النبوية
19/5/1438هـ
الحمدلله وحده،
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فلا
ريب أن بلادنا –حرسها الله- مغبوطة بتماسك جبهاتها الداخلية ووارف أمنها، مستهدفة
من أعداء يكيدون لها ويتربصون بها الدوائر.
ومع
كل بيان لوزارة الداخلية حول ضربات الأمن الاستباقية يطمئن أبناء الوطن والمقيمين
فيه على أمنهم وسلامتهم، فيما يحدث إفشال وإرباك وإحباط لدى الجماعات الإرهابية
التي لم تستطع تنفيذ مخططاتها وأجنداتها التخريبية الانتحارية.
وقبل
أمس صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أنه امتداد لما تقوم به الجهات الأمنية من
خلال متابعتها المستمرة لأنشطة الفئة الضالة، وإحباط مخططاتهم الإرهابية الساعية
للنيل من أمن المملكة واستقرارها، فقد تمكنت الجهات الأمنية بتوفيق من الله وفي
عمليات استباقية بدأت يوم السبت الموافق 14 / 5 / 1438هـ، من الإطاحة بأربع خلايا
عنقودية إرهابية بكل من منطقة (مكة المكرمة - المدينة المنورة - الرياض - القصيم)
نشط عناصرها بأدوار إرهابية تخريبية متنوعة كتوفير مأوى للمطلوبين أمنياً واختيار
ورصد الاهداف وتمريرها للتنظيم في الخارج، والدعاية والترويج للفكر الضال لتنظيم
داعش الارهابي على شبكة الإنترنت، وتجنيد أشخاص لصالح التنظيم والتحريض على
المشاركة في القتال بمناطق الصراع، وتوفير الدعم المالي لهم وأنشطتهم الإرهابية،
مع امتلاك بعض عناصرها لخبرات في صناعة الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتحضير
الخلائط المستخدمة في تصنيعها وتأمينها للانتحاريين وتدريبهم على استخدامها.
وقد
بلغ عدد عناصر هذه الخلايا المقبوض عليهم حتى الآن (١٨) ثمانية عشر شخصاً.
إن
إعلان وزارة الداخلية حول إحباط العديد من العمليات الإرهابية قبل تنفيذها، ماهي
إلا رسالة لكل من تسول له نفسه بأن الحزم مستمر والأمن مستتب بحفظ الله أولاً ثم
بدعم قيادة حكيمة وبسالة وتضحيات رجال أمن مجهزين تدريبياً ومزودين بسلاح الإيمان
أولاً ثم أحدث أنظمة الأسلحة المتطورة.
وتأتي
هذه الضربات الاستباقية لتبين وتؤكد على قوة الجهاز الأمني السعودي المتمثل في
وزارة الداخلية، وفشل مخططات تنظيم داعش الإرهابي في المملكة التي ستتلاشي قريباً
بفضل من الله ثم بجهود وزارة الداخلية، وبكل تأكيد المفاجأة تشل أركان المنظمات الإرهابية
وما حصل في هذه الضربة الاستباقية الموفقة إلا دليل على فشل هذا التنظيم، وأنه
تنظيم جبان لن يستطيع –بعون الله- النيل من الوطن في ظل تواجد أمني قوي وتعاون
كبير من المواطنين للقضاء على الإرهابيين والمتعاطفين معهم.
وهذه
الضربات الاستباقية لرجال الأمن السعودي ليست بجهود جديدة أو حديثة، فمنذ عام
2003م وحتى الساعة حققت وزارة الداخلية جهودًا كبيرة في الضربات الاستباقية وتفكيك
العمليات الإرهابية قبل حدوثها، وهذه الاستراتيجية تؤكد بأن الجهات الأمنية
استطاعت تضييق الخناق على تنظيم داعش الإرهابي مثله مثل أي تنظيم آخر كالقاعدة،
فالاستراتيجية والتقنيات العالية بما فيها من المؤهلات التي يمتلكها رجال الأمن
السعودي حدت من آمال التنظيمات الإرهابية.
قدرات
فائقة وإمكانيات كبيرة، وتدريب وتطوير مستمر، وإيمان قوي بحرمة بلاد الحرمين
الشريفين وأمن سكانها، جميعها مقومات نجاح جعلت من أبطال الأمن السعودي مثالاً
بارزاً في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه وكذلك وأده في جحوره المظلمة قبل أن ينفذ
خفافيش الظلام مخططاتهم الإجرامية وتحقيق غاياتهم المتمثلة في محاولة ضرب الوطن في
نهضته التنموية والاقتصادية والأمنية وكذلك الاجتماعية وإزهاق الأنفس وإراقة
الدماء المعصومة بغير حق.
إن
إفشال أجهزتنا الأمنية –ولله الحمد- لـ95% من العمليات الإرهابية قبل تنفيذها
والوصول إلى خلايا الشر العنقودية والنائمة جعلت من تجربة المملكة في مكافحة
الإرهاب وكشف المخططات الإرهابية قبل تنفيذها تفوقاً غير مسبوق وريادة يسجل
للمملكة العربية السعودية، سبقت به دولاً متقدمة عديدة عانت من الإرهاب عقوداً
طويلة.
ولا
ريب أن سياسة المملكة الموفقة والتي جعلت من المواطن رجل الأمن الأول جعلت
الإرهابيين التكفيريين خوارج العصر في عزلة وانقطاع، فضاقت عليهم السبل واتجهوا
للصحاري والعزلة عن الناس، خوفاً من الضربات الاستباقية التي يسطرها الأبطال
دائماً. المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي بين في آخر إحصائية
لوزارة الداخلية أن أكثر من 70% مما تقوم به الداخلية لإفشال المخططات الإرهابية
يكون بعد التعاون مع المواطنين، مما يعني الدور المجتمعي المميز والفعال في الحفاظ
على الأمن واستشعارهم للأمانة التي يلزمهم بها الدين أولاً ثم الولاء وحب الوطن.
والحمد
لله أنه قد فضح أمر هذه الجماعة الضالة المجرمة، فبانت حقيقتها وانكشف زيفها،
وأنها لا تريد للدين نصرة، ولا للأمة ظفرًا، بل تريد زعزعة الأمن وترويع الآمنين
وقتل المسلمين المحرم قتلهم بالإجماع والسعي في الأرض فسادًا.
ولا
ريب أن بلادنا –حرسها الله- مستهدفة من قبل هذه العصابات الإرهابية والتي تسعى
لتنفيذ أجندات أجنبية، تهدف لبث الفوضى وتدمير الوحدة الوطنية التي تنعم بها
بلادنا –بحمد الله-، بيد أن جنودنا البواسل حملوا أرواحهم على أكفهم ونجحوا –بفضل
الله- في ردع المعتدين ودحرهم خائبين خاسرين.
أسأل
الله العلي القدير أن يحمي بلادنا ويحفظ ولاة أمرنا ويعينهم ويوفقهم ويسددهم ، وأن
يحفظ حدودنا وينصر جنودنا.